29 نيسان 2024
أكثر من عقد ونيف من مأساة السوريين وآلامهم، كانت السردية ما بين السياسة والحالة الإنسانية، فيما خُتم على جباه السوريين .. أنت لاجئ.
لم يلتقط السوريون أنفاسهم للتعبير عن تاريخهم وعن ثقافتهم وعن عمقهم في التاريخ، في كل لحظة كانت الأولوية للسياسة ومآسي الاحتياجات الإنسانية.
لكن هيئة التفاوض السورية، حاولت إعادة توزيع نكهة السوريين، لتسلط الضوء على جانب آخر من سوريا، حتى تذكر بتاريخ الإنسان السوري منذ الأزل في الموسيقا والثقافة، الإنسان الذي حمل لأوروربا في العالم القديم أساليب الزراعة والإنتاج، وابتدع الأبجدية الأولى التي مكنتنا من قراءة تاريخ هذا الكوكب بعد التدوين.
الهيئة وعلى هامش مؤتمر بروكسل الثامن لدعم الاستقرار، أقامت فعالية ثقافية ما بين الأدب والموسيقا، بينما حضر وبقوة أدب السجون وأهوالها في سوريا، ومأساة المختفين والمغيبين قسرياً، في خطوة بعيدة عن السياسة، لكنها بطبيعة الحال لا تنفصل عنها.
فكرة الفعالية الثقافية التي جمعت المئات من المنظمات والناشطين والنخب والمثقفين كانت نقطة التقاء بينهم، اتفقوا على تاريخهم الثقافي وعلى ألحانهم المتنوعة على طول الجغرافيا.
أوركسترا أورنينا الموسيقية، كانت تنشر الموسيقا السورية أمام مئات الحضور في بروكسل، أسماء من وزن روحي الخمش، شهد الواودة، رشا رزق، كيفة بدر الدين، مهند الحسن، بديع الهندي، أعادوا توزيع الأمل كما التوزيع الموسيقي، في ساعات جمعت السوريين في المهجر من كل الجغرافيا.
فعالية هيئة التفاوض، جاءت لتعيد الوجه المشرق للسوريين بعد استبداد الظروف القاسية بحياتهم، ولتذكرهم بتنوعهم وحضارتهم، ذلك أن السوري ليس هذا اللاجئ الذي شردته الحرب فقط، بل إنه سليل الحضارات التي ما تزال أوابدها تشهد على ما قدمه للإنسانية والتاريخ من ثقافة وقيم وحضارة.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية