28 نيسان 2024
عقدت هيئة التفاوض السورية في العاصمة البلجيكية بروكسل، اليوم الأحد، لقاءً تشاورياً على هامش مؤتمر بروكسل الثامن لدعم مستقبل سوريا، مع عدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني السورية والمؤسسات المختصة بالشأن السوري، حول سبل تعزيز التعاون بين هيئة التفاوض مع المنظمات والمؤسسات المجتمعية السورية.
حضر هذا اللقاء التشاوري رئيس هيئة التفاوض السورية الدكتور بدر جاموس، وأعضاء الهيئة طارق الكردي وأليس مفرج.
وقدّم رئيس الهيئة عرضاً موجزاً عن عمل الهيئة والالتزامات والمبادئ التي تعمل وفقها، وعلاقاتها الإقليمية والدولية، وكذلك علاقاتها بالجهات الثورية السورية والمنظمات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني والاتحادات والشرائح الكبرى من السوريين، والتحديات التي واجهتها خلال السنوات الأخيرة من عملها ونشاطها.
واستعرض الأوضاع السياسية المحلية والإقليمية والدولية، وواقع القضية السورية في الوقت الراهن، وتمسّك الهيئة بالقرارات الدولية، وخاصة بيان جنيف والقرار الأممي 2254، وسعيها للتواصل مع الأطراف الدولية والدول الأوروبية خصوصاً، وأعضاء مجلس الأمن من أجل إيجاد أفكار وآليات لتفعيل العملية السياسية وإلزام النظام السوري وحلفائه بعدم تعطيل العملية السياسية، والمضي قدماً في تطبيق القرارات الدولية بشكل صارم وكامل.
وأوضح موقف الهيئة من العملية التفاوضية، والضغوط والتأثيرات التي تحاول الهيئة ممارستها على الجهات الدولية والأممية من أجل تنفيذ القرارات الدولية، ومطالبتها بقوّة لتتحمل الأمم المتحدة ومجلس الأمن مسؤوليتها، وسعيها لعقد مؤتمر دولي لحل القضية السورية إذا كان مجلس الأمن الدولي عاجزاً عن تحريك الحل السياسي، والزيارات التي قامت بها الهيئة، والتي تخطط للقيام بها خلال الفترة المقبلة لتنسيق الجهود مع الجهات الدولية والدول الداعمة لحقوق الشعب السوري المشروعة.
وأكّد د. جاموس خلال اللقاء أهمية تعميق العلاقة التشاركية بين هيئة التفاوض ومنظمات المجتمع المدني السورية ومراكز الدراسات والهيئات السورية التي تعمل في الشأن السوري، مشيراً إلى أن التكاملية في هذه المرحلة أمر غاية في الأهمية لأن قوة الهيئة التفاوضية السياسية تنبع من القواعد التي تُمثّل أكبر شريحة من السوريين، مشيراً إلى سعي الهيئة الحثيث لنقل صوتهم وبرامجهم إلى المجتمع الدولي، والاستفادة من الخبرات المتبادلة بين كل هذه الأطراف.
ملف المعتقلين
وتطرق في حديثه أيضاً إلى ملف المعتقلين وعمل الهيئة الحثيث لضمان تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بهما قبل المضي بالحل السياسي، وكذلك ملف العدالة الانتقالية وأهميته بالنسبة للسوريين ومستقبلهم، وأهمية المساعدات الدولية إلى المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، وخاصة المخيمات التي تُعاني من ظروف معيشية مأساوية، وأهمية مؤتمر بروكسل في تقديم الدعم والمساندة للجوانب الإنسانية والاجتماعية والتعليمية والبنى التحتية التي يحتاجها السوريون، بعيداً عن أي تدخل أو تحكّم للنظام بها.
من جانبها؛ تطرقت رئيسة لجنة المعتقلين في هيئة التفاوض أليس مفرج إلى جهود الهيئة في إبقاء ملف المعتقلين على طاولة المنظمات الدولية والأمم المتحدة، مشيرة إلى ضرورة تضافر كل الجهود السورية من قبل كل المنظمات الحقوقية ليكون هذا الملف أولوية في كل اللقاءات والمحافل الدولية.
وأضافت أن الهيئة مستمرة بالعمل بشكل دؤوب من أجل حشد كل الجهود في سبيل ملف المعتقلين، مشيرة إلى أن غياب الإرادة الدولية، يضع مسؤوليات علينا كسوريين أفراداً ومنظمات بتنسيق العمل المشترك والانتصار لمعتقلينا في سجون النظام.
بدوره تحدث عضو الهيئة المحامي طارق الكردي عن أهمية الدفاع عن اللاجئين السوريين في دول الجوار وخاصة لبنان، وما تقوم به الهيئة من تواصل ومطالبة للدول العربية والأجنبية للتنسيق مع الدول المضيفة للسوريين لضمان حقوقهم وعدم تعرّضهم لإجحاف أو مآسٍ جديدة.
نقاشات مع الجالية
وجرى خلال اللقاء حوارات مطوّلة وبنّاءة وعميقة حول الشأن السوري شارك فيها مديرو وممثلو منظمات وهيئات المجتمع المدني السوري، واستفسر المشاركون حول بعض ما تقوم به الهيئة سواء على المستوى السياسي أم على مستوى العدالة الانتقالية والمعتقلين والمساعدات الإنسانية، وأبدوا رأيهم في أولوية بعض المواضيع، وتحدثوا عن أوراق ودراسات تقوم بها المراكز بما يتوافق مع مصلحة السوريين والحل السياسي وانسجامه مع ما تقوم به هيئة التفاوض، وضرورة التنسيق والتكامل فيما يخص العمل على القضية السورية.
وكان وفد الهيئة قد وصل إلى بروكسل اليوم الأحد لحضور مؤتمر بروكسل الثامن لدعم مستقبل سوريا، ولرعاية عدة فعاليات تقيمها الهيئة على هامش المؤتمر، ويضم الوفد إلى جانب رئيس الهيئة الدكتور بدر جاموس، كلاً من أعضاء الهيئة جمال سليمان وطارق الكردي وأليس مفرج وإبراهيم الجباوي.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية