10 حزيران 2024
ضمن سعي هيئة التفاوض السورية لتعميق التشاركية مع منظمات ومؤسسات المجتمع المدني السوري، عقدت الهيئة اليوم (الاثنين) اجتماعاً موسّعاً مع مديري وممثلي منظمات مجتمع مدني سورية، استعرضت خلاله أهمية تنسيق المواقف وتبادل وجهات النظر حول العديد من الجوانب المتعلقة بالعملية السياسية السورية.
وخلال اللقاء قدّم رئيس الهيئة الدكتور بدر جاموس إحاطة عامة حول هيئة التفاوض السورية وتأسيسها ومكوناتها والمهام الملقاة على عاتقها كهيئة وظيفية مهمتها التفاوض في مسار العملية السياسية، وما تقوم به من توسيع للعلاقات على المستوى الدولي والإقليمي والسوري، ومحاولة دفع العملية السياسية وفق القرارات الدولية وخاصة بيان جنيف والقرارات الدولية 2118 و2254.
وأشار رئيس الهيئة إلى أهمية التشاركية مع منظمات المجتمع المدني والاتحادات والنقابات في مسار العملية السياسية، وحرص الهيئة وانفتاحها على بناء علاقات بنّاءة ومُجدية وتبادل الآراء والأفكار بما يفيد الحل السياسي، ويزيد من وحدة السوريين، ويتناسق مع القرارات الدولية المعنية بالقضية السورية.
واستعرض بشكل عام مستويات التوافق والتنسيق بين مكونات الهيئة، وقدّم بعجالة عرضاً للوضع السياسي الدولي، والاستعصاء الذي تواجهه الهيئة بسبب العجز عند الكثير من الدول فيما يخص الملف السوري، وما قامت به الهيئة خلال الفترة الماضية من جهود لإبقاء الملف السوري على أولويات الدول الكبرى، ومحاولة تشكيل رأي عام دولي ضاغط من أجل إيجاد آليات أممية مُلزمة لتطبيق القرارات الدولية ومنع النظام السوري من التهرب من الالتزامات المفروضة عليه وفق القرارات الدولية.
واستعرض الجانبان الأهداف العامة المتفق عليها من قبل السوريين، وأهمية توضيح حجم المواقف المشتركة بين القوى السياسية وقوى المجتمع المدني السورية للمبعوثين الدوليين، وأهمية دعم الآراء المشتركة الثابتة للهيئة وللقوى المجتمعية السورية.
إلى ذلك، وتحدث المدير المسؤول عن التخطيط السياسي والعلاقات الحكومية لـ “التحالف الأمريكي لأجل سوريا”، و”المجلس السوري الأمريكي” محمد علاء غانم، والتي تنضوي ضمنها عدة منظمات ذات اختصاصات مختلفة منها ما يسعى للتأثير على القرار السياسي الأمريكي، والمجلس السوري الأمريكي الذي يمكن اعتباره من أكبر ممثلي الجالية السورية في الولايات المتحدة، والذي يسعى للتواصل مع النواب في الكونغرس، وتعمل مع مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية وصنّاع القرار ومجلس النواب والشيوخ ووزارة الدفاع وغيرها.
وقدّم المدير التنفيذي لمنظمة “بيتنا” أسعد العشي لمحة عن المنظمة التي تعمل عبر منح متوسطة في مختلف المناطق السورية ومختلف الجغرافيات.
وتحدّثت المديرة المشاركة في منظمة “النساء الآن من أجل التنمية” لبنى القنواتي، عن المنظمة التي تعمل على ملفات لها علاقة بحقوق النساء السوريات، وآليات التوازن الجندري، وكشف الانتهاكات التي تخص الجانب الجندري.
ومن جهته، قدّم المدير التنفيذي لـ “وحدة دعم الاستقرار” منذر سلال، خلاصة عن عمل الوحدة، ودور المجتمع المدني والمجتمعات المحلية في العملية السياسية وعلاقتها بالمعارضة السورية، وعمليات بناء السلام المجتمعية داخل وخارج سورية، والمساهمة في بناء جسور تواصل مجتمعية أو تقنية بين مختلف المناطق.
بدوره، تحدّث رئيس منظمة “مواطنون من أجل أمريكا آمنة” بكر غبيس، عن تركيز المنظمة على التواصل مع المسؤولين والبرلمانيين وأعضاء مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة من أجل تسخير دعم واسع للقضية السورية، ومحاولة محاصرة النظام وإيصال صوت السوريين إلى صنّاع القرار الأمريكيين، والعمل على تقوية تأثير الصوت السياسي السوري المعارض، وأثنى على أهمية التواصل بين هيئة التفاوض السورية والنخب السياسية من جهة ومنظمات المجتمع المدني السورية من جهة ثانية.
أما عضو مجلس إدارة منظمة “مدنية” ومدير منصة “الذاكرة السورية” عبد الرحمن الحاج، قدم لمحة عن المنصة التي تُعتبر مرجعية حول أرشيف الثورة السورية ودورها في توثيق المؤسسات والأحداث والشخصيات التي ظهرت في الأحداث السورية، ويوميات الثورة السورية في سنواتها الأولى، وأشار إلى إمكانية الاستفادة المتبادلة مع هيئة التفاوض مع هذه المنصة.
وتحدث مدير منظمة “اليوم التالي” معتصم السيوفي عن تركيز المنظمة على الجانب الحقوقي لقضايا التهجير والاعتقال التعسفي والاختفاء القسري والناجين، والجانب السياسي هو زيادة فاعلية المشاركة المدنية في العملية السياسية، وذلك من خلال عدة أدوات منها أدوات بحثية لها علاقة بالمناصرة ودعم القدرات.
وقدّم المدير التنفيذي لـ “وحدة تنسيق الدعم” محمد حسنو، لمحة عن الوحدة التي تم إنشاؤها تحت مظلة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية من أجل إدارة المعلومات والاحتياجات وتحديد الأولويات، وأوضح أنها جسم تنسيقي بين الدول المانحة والمجتمع المحلي وأطر الحوكمة والمجتمع المدني، وتركز على تمكين صناعة القرار في ظل تعدد آليات الاستجابة الإنسانية والتنموية والاستجابة المتعلقة بدعم الاستقرار والدعوات للاستجابة في الشأن الحقوقي، وتسعى لتكون منظومة وطنية للمعلومات في كافة القطاعات.
وسيُعقد غداً الثلاثاء اجتماعاً موسّعاً يضم رئاسة هيئة التفاوض السورية وأعضاء الهيئة ممثلي المكونات، وعدد كبير من المبعوثين والممثلين الدوليين الخاصين إلى سوريا، وكذلك مديري وممثلي منظمات المجتمع المدني، لتقديم صورة تكاملية لمواقف هيئة التفاوض وانسجامها مع مطالب وتوجهات المجتمع المدني السوري، وللحوار مع ممثلي الدول بما يفيد مسار الحل السياسي والعمل الأهلي والمدني السوري.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية